هل كنت تعلم عن الصابون النابلسي بفلسطين ادخل اعرف

من أشهر مصانع الصابون في نابلس المعروفة علي مستوي كبير بين أبناء الشعب الفلسطيني مصنع الشكعة للصابون النابلسي، مصنع يزيد عمره علي 100 عام، بني ليكون مصنعا لحرفة عائلية توارثها الأحفاد عن الآباء الذين توارثوها بدورهم عن آبائهم، ماهر الشكعة أحد أصحاب المصنع يقول بأنه لم يعرف يوما حرفة غير صناعة الصابون البلدي ويقوم بدوره في تعليمها إلي أبنائه.

يقول الشكعة بأن المصنع اليوم ينتج ما يقارب 14-15 طنا أسبوعيا من الصابون، يقوم بسد حاجة السوق المحلي إلي جانب عدد من المصابن في نابلس أما الذي يفيض عن حاجة السوق الفلسطيني فيتم تصديره إلي الأردن ومنها إلي عدة دول عربية مجاورة. وقد كان حجم التصدير في السنوات الماضية إلي الدول العربية أكبر بكثير من الوقت الحالي نتيجة انخفاض الإنتاج للصابون بسبب زيادة تكاليف إنتاجه والعراقيل التي تضعها إسرائيل أمام التصدير، بالإضافة إلي المشاكل التي يعاني منها أصحاب المصابن في عمليات استيراد المواد الخام للصابون من الخارج. ولا تقل مشاكل الاستيراد والتصدير للخارج أهمية عن العراقيل التي يواجهونها في توزيع المنتج إلي المدن الفلسطينية الأخري نتيجة للحواجز التي توضع من قبل الاحتلال الإسرائيلي بين المدن والتي تضطر أصحاب المصابن إلي نقلها إلي سيارات أخري تقف علي الجانب الآخر من الحاجز والتي تؤدي إلي تكسر الصابون وفساده.

وعن طريقة صنع الصابون يذكر الشكعة بأن الصابون النابلسي ما زال وحتي أيامنا يصنع بطريقة شبه يدوية دون تدخل آلي به فالطريقة التي كانت متبعة في المصابن منذ مئات السنين ما زالت سارية المفعول حتي الآن، حيث يتم طبخ زيت الزيتون والصودا الكاوية في قدور نحاسية ضخمة تتسع لأكثر من طنين وبعد عملية الطبخ يقوم العمال بفرش الصابون المطبوخ علي مساحات أرضية واسعة حتي يجمد، وبعدها يتم ختم الصابون بواسطة مطارق خاصة تحمل اسم وماركة الصابون، وبعد تقطيعه يتم بناؤه علي شكل أبراج اسطوانية تصل إلي عدة أمتار ويترك حتي يجف تماماً، وبعدها يتم لف الصابون بورق خاص يحمل الماركة واسم الصبانة، ويتم تعبئته في أكياس خاصة من الخيش بحيث يكون جاهزاً للتوزيع أو للتصدير.

ومن الملاحظ أن الصابون ما زال حتي الآن يقطع بطريقة يدوية بحيث أن حبة الصابون ليس لها شكل هندسي منتظم ومصقول مثل الصابون المستورد، مع انه لا يقل عنه جودة، والورق المستخدم للف الصابون ما زال نفس الورق والتصميم منذ الثلاثينيات لمعظم الصبانات.

ورغم السنين التي مرت علي صناعة الصابون النابلسي ورغم التطور الذي حصل بالمجتمع الفلسطيني وتوجه الناس إلي كل ما هو جديد وحديث سيبقي الصابون النابلسي يحمل رائحة التاريخ والتراث معه أينما حل، وسيبقي أحد المنتجات الصناعية لنابلس الفلسطينية وسفيرها الذي يحمل علامة الجودة الأولي في كل مدن العالم العربي والغربي.